ما هي حاضنات الأجنة؟
تتطلب تقنية الحقن المجهري وأطفال الانابيب حاضنات تعمل كمأوى مؤقت للأجنة قبل ارجاعها للرحم. تم تصميم حاضنات الأجنة هذه لتحاكي بيئة رحم المرأة التي تساعد في نمو الجنين. هناك ثلاثة أنواع من الحاضنات الموجودة في السوق اليوم: الحاضنات الجافة والحاضنات المرطبة والحاضنات ذات الفواصل الزمنية (تايم لاب). تحتوي جميع الحاضنات على نظام تسجيل بيانات يراقب ويوثق باستمرار درجة الحرارة وتدفق الغازات وتركيز الغاز والضغط.
أنواع الحاضنات
هناك نوعين من الحاضنات، حاضنات قياسية وحاضنات ذكية. وتتمثل الاختلافات الرئيسية لهذه الحاضنات في نظام التحكم في درجة الحرارة، ونظام التحكم في الغاز (الحاضنة الغازية المختلطة مسبقًا، والحاضنة الغازية التقليدية التي تحتوي على ثاني أكسيد الكربون فقط) والرطوبة. تنتشر الحاضنات القياسية أكثر من الذكية كما أن استخدام الحاضنات الذكية (حاضنات الفاصل الزمني) محدود وذلك لارتفاع تكلفة استخدامها، اذ انها تستخدم للحالات التي تحتاج الأجنة فيها عناية أكبر مثل ضعف المخزون لدى الزوجة مع حالة صفرية لدى الزوج وبالتالي من المتوقع وجود أجنة عددها وجودتها أقل من متوسط الأجنة.
ما مدى توفر جميع انواع الحاضنات في المختبرات؟
حقق تطور الحاضنات في السنوات الأخيرة تقدماً مذهلاً. ومن الصعب أن تتكيف مختبرات الخصوبة مع هذا التطور السريع للتكنولوجيا، حيث أن استبدال جميع الحاضنات القديمة بأخرى جديدة بين عشية وضحاها يتطلب موارد كثيرة وتكاليف عالية مما قد يزيد من تكاليف الحقن المجهري. لذلك، من الممكن العثور في مختبرات التخصيب اليوم على بعض أنواع الحاضنات بخصائص تقنية مختلفة.
الحاضنات القياسية:
تنقسم الحاضنات القياسية الى نوعين، حاضنات جافة وحاضنات مرطبة. تسمى قياسية لأنها تعتمد على علماء الاجنة وأخصائيين المختبر لقياس وتقييم الأجنة ومتابعتهم بدقة منذ الاخصاب وحتى الارجاع.
الحاضنات الجافة
تعتمد الحاضنات الجافة في الأساس على نظام استزراع الأجنة دون وجود رطوبة. وغالباً ما تُشاهد الحاضنات التي تستخدم هذا النوع من الحاضنات الجافة في مختبرات الولايات المتحدة وأوروبا وكثير من مختبرات الشرق الأوسط الحديثة. يعرف أن الحاضنات الجافة أقل عرضة للتلوث وذلك لعدم قدرة البكتيريا على التراكم فيها، على عكس الحاضنات المرطبة. كما أن هذه الأنواع من الحاضنات أسهل في الصيانة حيث لا توجد حاجة لتغيير وإعادة تعبئة المياه بانتظام في زجاجات الترطيب أو أحواض المياه. وللحاضنات الجافة عدة أنواع:
- الحاضنات الجافة الصندوقية
هي حاضنة جافة على شكل صندوق لاحتضان الأجنة مع ارفف مستقلة تمنع التلوث المتبادل دون التأثير على الحجيرات المجاورة حتى عند فتح/إغلاق الأغطية. وبفضل وجود نظام غاز ثلاثي مدمج، يمكن أن تعمل على الغاز المخلوط مسبقاً أو غاز N2 وثاني أكسيد الكربون النقي الذي يعد أرخص ثمناً ويمنح المستخدم مرونة أكبر عندما يتعلق الأمر بتغيير بروتوكولات ظروف الاحتضان. تتميز ايضاً بمعدلات ممتازة لاستعادة درجة الحرارة والغازات خلال أقل من دقيقة واحدة. وبفضل نظام الغازات الفائق، يساعد ترشيح المركبات العضوية المتطايرة/الهيدروكربونات الهيدروجينية على ضمان نظافة الغاز المعاد تدويره في الحاضنة.
- الحاضنات الجافة متعددة الحجيرات المنضدية
تُعد الحاضنات الجافة متعددة الحجيرات الإصدار الثاني أحدث إضافة إلى خط حاضنات الأجنة، حيث تخصص هذه الحاضنة الجافة حجيرة واحدة للمريض الواحد. تحتوي على عدد من حجيرة مستقلة تماماً عن بعضها البعض. أي خلل في إحدى الحجيرات (مثل انخفاض درجة الحرارة بعد فتح الغطاء) ليس له أي تأثير على بقية النظام. كما تحتوي على شاشة كمبيوتر تعمل باللمس للتحكم في المعلمات المهمة ومراقبتها (درجة الحرارة وتركيز الغاز) في نفس الوقت وإعطاء إنذار مرئي ومسموع للإشارة إلى الحالات الحرجة. هذه الحاضنة هي الأنسب للحالات التي تحتوي على عدد أقل من الأجنة.
- الحاضنة الجافة الصغيرة
هي نسخة مصغرة من الحاضنة الجافة متعددة الحجيرات الكلاسيكية. حيث تحتوي حاضنة الصغيرة على حجرتين مستقلتين مزودتين بأغطية ساخنة لضمان تسخين الغطاء والقاعدة لضمان انتظام درجة الحرارة بشكل ممتاز وظروف الاستزراع المثلى لنمو الأجنة. تستخدم عادة لمرضى الامراض المعدية مثل فايروس الكبد الوبائي.
الحاضنات المرطبة
تعتمد الحاضنات المرطبة على أول نظام استزراع اجنة يستخدم في حاضنات الأجنة للحقن المجهري وأطفال الانابيب. تم استخدام نظام الاستزراع المرطب هذا في الحاضنات من النوع الصندوقي والحاضنات الصغيرة التي تحتوي على زجاجات ترطيب أو أحواض ماء لخلق بيئة مرطبة داخل الحاضنة. وللحاضنات المرطبة عدة أنواع:
- حاضنات مرطبة ثاني اكيد الكربون
تتمكن حاضنة ثاني اكيد الكربون من التحكم في درجة حرارة السريعة واستعادة الغازات بدقة كما انها حاصلة على شهادة الايزو في الحفاظ على نظافة الحاضنات وقد تم طلاءها بطلاء مضاد للميكروبات وتحتوي على مجموعة حجيرات للحد من مخاطر التلوث. صُممت الحاضنة المرطبة ثاني اكيد الكربون لمحاكاة البيئة الطبيعية للأجنة النامية من خلال الحفاظ على الترطيب ومستويات منخفضة من الأكسجين. تأتي في نماذج مختلفة السعة لتناسب كل احتياجات عيادات التخصيب. هذا النوع من الحاضنات معتمدة بأنها آمنة على الأجنة.
- الحاضنات المرطبة متعددة الحجيرات
الحاضنات المرطبة متعددة الحجيرات هي نسخة مرطبة من الحاضنات الجافة متعددة الحجيرات الكلاسيكية ذات الست غرف المعروفة. صُممت هذه الحاضنة على منصة موثوقة تسمح باستعادة درجة الحرارة والغازات بسرعة، وهو أمر ضروري لزراعة الأجنة على النحو الأمثل. كما يمكنها توفير بيئة مرطبة تساعدها على تعزيز النتيجة الإجمالية لعملية زراعة الأجنة.
- الحاضنة المرطبة الصغيرة
هي نسخة مصغرة من الحاضنة المرطبة متعددة الحجيرات. حيث تحتوي هذه الحاضنة الصغيرة على حجرتين مستقلتين مزودتين ويؤدي التصميم المدمج والتنظيم المباشر للحرارة إلى زيادة سرعة استرداد درجة الحرارة والغازات. تستخدم عادة لمرضى الامراض المعدية مثل فايروس الكبد الوبائي.
الحاضنات الذكية بفاصل زمني (تايم لاب)
الحاضنات الذكية بفاصل زمني هو أحدث أنواع أنظمة استزراع الأجنة المتاحة في الحقن المجهري وأطفال الانابيب. وهي حاضنة متعددة الحجيرات مزودة بكاميرات ومجهر مدمج. وتوفر الحاضنة ذات الفواصل الزمنية المتتابعة صوراً عالية الجودة للأجنة وهي تتطور في “بشكل مباشر” دون الحاجة إلى إخراج الأجنة من غرفة الحضانة الآمنة للفحص المجهري اليدوي مثل الحاضنات الاخرى. اذ ان في الحاضنات الجافة والمرطبة الكلاسيكية يجب على اخصائي المختبر الاطلاع على الاجنة اما بشكل يومي او في اليوم الثالث والخامس من الاستزراع. كما أتاحت هذه التقنية أيضاً إمكانية تحديد العلامات الهامة لاختيار أفضل الأجنة لإرجاعها وذلك من خلال مراقبة الأجنة بفاصل زمني بيانات حركية مورفوكينية مفصلة طوال فترة نمو الجنين.
هل يؤثر نوع الحاضنات المستخدمة بفاصل زمني في جودة الأجنة ورفع نسب الحمل بها؟
في دراسة سريرية نشرت عام 2022، تم فيها اختيار 585 جنيناً من عدة ازواج بشرط وجود اجنة اشقاء، وقام فيها الباحثين بتوزيع الأجنة الاشقاء بين أنواع الحاضنات (اي جنينين او اكثر من نفس الزوجين)، وضع 289 جنيناً في حاضنات الفاصل الزمني و296 جنيناً في الحاضنات القياسية وذلك على مدى 23 شهراً في عيادة خصوبة داخل مستشفى جامعي في المملكة المتحدة. وجد ان استخدام حاضنات الفاصل الزمني رفع من معدل وصول الاجنة لليوم الخامس بنسبة 55% أكثر من الحاضنات القياسية التي سجلت نسبة 45%. كما انه الأجنة لليوم الخامس التي كانت قابلة للتجميد كانت 31% في حاضنات الفاصل الزمني مقابل 23% في الحاضنات القياسية. بصرف النظر عن الحاضنة المستخدمة، لم يكن هناك فرق في معدل الحمل السريري بعد ارجاع الأجنة من أي من الحاضنات.
المصادر
Manual of embryo culture in human assisted reproduction/changing culture of embryo culture