دوالي الخصية

دوالي الخصية هي تضخم في الأوردة داخل كيس الصفن. في معظم الحالات، تظهر من جانب واحد، أي في إحدى الخصيتين، ولكن هناك حالات دوالي الخصية الثنائية التي تتأثر فيها الخصية اليمنى والخصية اليسرى.

بشكل عام، لا ينتج عن دوالي الخصية أعراض خطيرة، على الرغم من أنها قد تسبب الألم أو قد تكون سبباً لتأخر الانجاب. لهذا السبب، عندما يرغب المريض في الإنجاب، يجب عليه التوجه لطبيب مختص لتطبيق العلاج المناسب.

في الحالات الأكثر شدة، قد تكون الجراحة ضرورية لعلاج دوالي الخصية والحد من عواقبها على خصوبة الذكور.

ما هي أسباب دوالي الخصية؟

حوالي %15 من الرجال الذين يعانون من دوالي الخصية لا يعانون من مشاكل تأخر الانجاب، في حين أن %35 منهم يعانون من تأخر الانجاب الأولي، والـ %81 المتبقية يعانون من تأخر الانجاب الثانوي.

في الغالبية العظمى من الحالات (حوالي 90%)، تصيب الخصية اليسرى. في 7% من الحالات، تكون ثنائية الجانب، و3% فقط من المرضى لديهم دوالي الخصية في الخصية اليمنى.

إن السبب الرئيسي وراء تضخم الأوردة داخل كيس الصفن هو تغير في تدفق الدم في أوردة الخصية. تمتلئ الأوردة بالدم بسبب التدفق العكسي للدم (أي الارتجاع) من الوريد الكلوي إلى الخصية، مما يسبب تضخمها ويؤثر على وظيفة الخصية.

أعراض دوالي الخصية

كما ذكرنا سابقاً، فإن العرض الوحيد الملحوظ الناتج عن دوالي الخصية هو الألم وحتى الألم لا يحدث في جميع الحالات. هناك العديد من المرضى الذين يعانون من دوالي الخصية الذين لا تظهر عليهم أعراض.
تشمل المظاهر السريرية الأخرى المحتملة لدوالي الخصية لدى الذكور ما يلي:

تضخم أوردة كيس الصفن.
اختلافات في حجم الخصية حيث تكون الخصية المصابة بالدوالي أصغر حجماً.
ظهور ورم في كيس الصفن دون ألم.

بالإضافة إلى ذلك، قد يواجه الرجال المصابون بدوالي الخصية مشاكل في الإنجاب وقد ينخفض عدد الحيوانات المنوية لديهم.

التشخيص: الفحص البدني والموجات فوق الصوتية

لإجراء التشخيص الصحيح لدوالي الخصية، سيقوم طبيب الذكورة بإجراء فحص جسدي دقيق لمحتوى كيس الصفن والأربية، ويفضل أن يكون ذلك أثناء استلقائك على سرير الفحص. بعد ذلك، سيُطلب منك النهوض وزيادة الضغط في البطن. يسمح ذلك لطبيب الذكورة والمسالك البولية بفحص تدفق الدم من أعلى ورؤية كيف يملأ القناة الأربية ووريد الخصية.

وبناءً على صعوبة التشخيص، يصنف طبيب الذكورة الدوالي إلى إحدى درجات الخطورة التالية

الدرجة 1

التشخيص معقد. يتطلب ضغطاً إضافياً على البطن. قد يطلب منك طبيبك السعال أو النفخ بالقوة.

الدرجة 2

من خلال لمس الخصية، يمكن لطبيب المسالك البولية التأكد مما إذا كان حجم الأوردة أكبر من الطبيعي.

الدرجة 3

تكون الأوردة المتضخمة مرئية بالعين المجردة وهي ما يجب معالجتها فوراً لتفادي ضمور الخصية.

عندما يتعذر تشخيص دوالي الخصية بالفحص الجسدي، يُنصح بإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية (السونار) للكشف عن وجود الأوردة المتضخمة وللتحقق من سرعة تدفق الدم.

العواقب: هل يمكن أن تسبب الدوالي تأخر الانجاب أو العقم؟

تبدأ الأوعية الدموية التي تغذي الخصية في البطن. وعندما تنزل، تصبح جزءاً من الحبل المنوي. يتم التحكم في تدفق الأوعية الدموية من خلال مجموعة من الصمامات التي تمنع التدفق العكسي للدم. إن التغيرات في هذه الأوعية الدموية هي الأساس الفيزيولوجي المرضي لدوالي الخصية.

في حالة دوالي الخصية، يؤدي الارتجاع إلى زيادة درجة الحرارة داخل الحوض، مما يؤثر على تكوين الحيوانات المنوية (إنتاج الحيوانات المنوية وعملية النضج). وهذا هو السبب في أن الخصيتين خارج بقية الجسم حيث يجب أن يحدث تكوين الحيوانات المنوية عند درجة حرارة أقل بمقدار درجتين مئويتين.

وبسبب كل هذه العواقب، يتم تشخيص ما بين 50 و70% من المرضى بأحد اضطرابات الحيوانات المنوية التالية بعد تحليل السائل المنوي:

قلة الحيوانات المنوية Oligozoospermia (انخفاض عدد الحيوانات المنوية).

وهن الحيوانات المنوية Asthenozoospermia (ضعف حركة الحيوانات المنوية).

تشوهات الحيوانات المنوية Teratozoospermia ( اشكال غير طبيعية للحيوانات المنوية).

في الحالات الأكثر شدة، يمكن أن تؤدي حتى إلى حالة صفرية وانعدام النطاف، أي الغياب التام للحيوانات المنوية في السائل المنوي المقذوف. من ناحية أخرى، يمكن أن تسبب دوالي الخصية تغيرات في نظام الهرمونات التي تنظم تكوين الحيوانات المنوية، مع ما يترتب على ذلك من انخفاض في مستويات هرمون التستوستيرون.

أخيراً، هناك تأثير آخر ناتج عن دوالي الخصية وهو الإجهاد التأكسدي الذي يمكن أن يكون له تأثير شديد للغاية على خصوبة الذكور ويمكن أن يؤدي إلى ارتفاع تكسر الحمض النووي للحيوانات المنوية.

يمكن أن تؤثر التغييرات في وظيفة الخصية على كلا الخصيتين، بغض النظر عما إذا كانت دوالي الخصية أحادية الجانب أو ثنائية الجانب لأن الزيادة في درجة الحرارة تؤثر على كلا الجانبين.

العلاج الجراحي المجهري والمضاعفات

يجب علاج دوالي الخصية عندما يكون الألم الذي تسببه غير محتمل بالنسبة للمريض، ولا يمكن تخفيفه بالأدوية. وكذلك عندما يرغب المريض في الإنجاب وتسبب دوالي الخصية مشكلة في السائل المنوي.

ووفقاً للأطباء الباحثين، يجب تقديم العلاج أيضاً للرجال الذين لا يرغبون في الإنجاب، ويتم تشخيص إصابتهم بدوالي الخصية، ويكون تحليل السائل المنوي لديهم طبيعياً. في حالة الذكور الشباب الذين يعانون من دوالي الخصية وتحليل السائل المنوي لديهم طبيعي، سيتم تتبع تقدمهم من خلال تحليل السائل المنوي كل عامين.

الجراحة هي الخيار العلاجي الأكثر فعالية لدوالي الخصية. ويسمى هذا الإجراء استئصال دوالي الخصية.

الجراحة

يمكن استخدام إجراءات جراحية مختلفة لعلاج دوالي الخصية. واليوم، فإن التقنية المفضلة هي الجراحة المجهرية. وبناءً على حجم دوالي الخصية، يمكن استخدام الجراحة الإربية أو الأربية المجهرية. المخاطر المرتبطة بهذا الإجراء ضئيلة للغاية.

تعتمد التقنية المختارة على درجة الخطورة وكذلك على خبرة الجراح ومهاراته. يمكن إجراؤها بالجراحة بالمنظار أيضاً. في كل الأحوال، لا تستغرق العملية أكثر من 15-30 دقيقة، ويمكن أن يتم إجراؤها باستخدام التخدير فوق الجافية، على الرغم من استخدام التخدير العام في بعض الأحيان.

بعد العملية، يوصى المريض بالراحة لمدة يوم أو يومين، ووضع الثلج على الأعضاء التناسلية، وفي حالات معينة، استخدام دعامة كيس الصفن. يمكن استئناف الحياة الروتينية اليومية العادية في غضون أسبوع الى 10 أيام، مما يعني أن عملية التعافي سريعة إلى حد ما.

هناك علاج آخر يُعرف باسم الإصمام عن طريق الجلد يمكن إجراؤه لإصلاح دوالي الخصية في تلك الأوعية الدموية التي تعاني من الارتجاع.

يتضمن إدخال قسطرة صغيرة في وريد كبير في منطقة الأربية. يتم إدخال القسطرة إلى دوالي الخصية، والتي يتم سدها بعد ذلك بوسائل فيزيائية. يُعد الانصمام علاجاً فعالاً لدوالي الخصية التي تم إجراء عملية جراحية لها سابقاً، بعد تكرار المشكلة (2% من الحالات التي تم علاجها بالجراحة المجهرية)، قد يكون الحل النهائي.

النتائج والمخاطر

بفضل هذه العلاجات، يتم استعادة درجة الحرارة الطبيعية للخصية، وبالتالي استعادة وظيفة الخصية الطبيعية. ومن خلال إعادة تأسيسها من جديد، يمكن أن يتم تكوين الحيوانات المنوية بشكل طبيعي.

في 90% من الحالات، يكون علاج دوالي الخصية ناجحاً. في الواقع، تظهر معظم الدراسات تحسنًا في جودة الحيوانات المنوية بنسبة تتراوح بين 40 إلى 60%. كما تشهد معدلات الحمل زيادة بنسبة 20-60%. لذا، كما سنرى، فإن علاج دوالي الخصية بالجراحة يحسن الخصوبة.

المضاعفات الأكثر شيوعًا للجراحة المجهرية هي القيلة المائية والم أو انزعاج في منطقة البربخ.

المتابعة بعد الجراحة

يجب إجراء عدة اختبارات بعد الجراحة لعلاج دوالي الخصية للتأكد من تحسن النتائج.

وعادةً ما يكون تصوير الوريد المنوي هو الطريقة المستخدمة لتحديد المناطق المحتملة التي يستمر فيها تدفق الدم المرتجع. إذا تم تحديدها، فيجب معالجتها مرة أخرى. يجب إجراء تحليل السائل المنوي بعد العملية الجراحية كل ثلاثة أشهر خلال عام أو حتى يتم الحمل.

يرى بعض الخبراء أن الجراحة غير فعالة للقضاء على تأخر الانجاب لدى الرجال الناجم عن دوالي الخصية. إذا لم يتحقق الحمل بشكل طبيعي بعد الجراحة لعلاج دوالي الخصية، فإن تقنية المساعدة على الإنجاب (ART) تقدم مجموعة واسعة من الخيارات لتحقيق ذلك، منها الحقن المجهري وأطفال الانابيب وتجميد الحيوانات المنوية.