فشل المبيض المبكر

فشل المبيض المبكر (POF) هو توقف نشاط المبيضين في سن مبكرة، قبل الدخول في سن انقطاع الطمث، في الاربعينات وهذا يعني توقف المبيضين عن العمل قبل الوصول إلى سن اليأس وينتج عن ذاك توقف الاباضة وانخفاض مستويات هرمون الإستروجين والبروجسترون في الدم.

لا تختلف أعراض فشل المبيض المبكّر عن تلك التي تعاني منها المرأة عند اختفاء الدورة الشهرية، لأن هذه الأعراض ناتجة عن نقص الإستروجين. عادةً ما يكون سبب فشل المبيض غير معروف، على الرغم من ارتفاع احتمالية حدوثه عندما يكون هناك تاريخ مرضي لفشل المبيض المبكِّر لدى أحد أفراد العائلة.

تكوين واستنفاد البويضات

يبدأ تمايز المبيض في الجنين الأنثوي في الأسبوع الثامن من الحمل تقريباً. وبالتالي، بحلول الأسبوع العشرين من الحمل، يكون هناك بالفعل حوالي 6-7 ملايين خلية اوجين (الخلايا الجذعية التي ستنتج البويضات) في المبيضين.

سوف يموت ويتلاشى الكثير من هذه الاوجين ويتناقص عددها حتى ولادتها. وبحلول وقت البلوغ، سيتم انزال حوالي 300,000 بويضة في الدورة الشهرية خلال الحياة الإنجابية للمرأة. من الناحية النظرية، يكون لدى المرأة عند الولادة ما يكفي من البويضات عند الولادة لإنزالها على الأقل حتى سن 50 عاماً.

وبالتالي، عندما يتوقف الحيض بسبب استنفاد الجريبات في المبيض قبل سن الأربعين، أو إذا كان هناك نقص في استجابة جريبات المبيض للمحفزات الهرمونية مثل ابر التنشيط أثناء العلاج بالمساعدة على الإنجاب، فإننا نتحدث عن فشل المبيض المبكر.

أسباب فشل المبيض المبكر

في 90% من حالات قصور المبيض المبكر، يكون السبب الدقيق غير معروف. هناك العديد من العوامل التي تسبب هذا القصور في المبيضين، على الرغم من صعوبة تحديدها.

من الأسباب المحتملة لقصور المبيض المبكِّر هي:

عيوب كروموسومية، مثل متلازمة إكس-فرايجيل أو متلازمة تيرنر أو تغيرات جينية أخرى.
التعرض للسموم مثل العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي.
العيوب الأنزيمية أو الأيضية (الجالاكتوز في الدم وداء ترسب الأصبغة الدموية وغيرها).
أمراض المناعة الذاتية مثل قصور الغدة الدرقية وهو مرض ناجم عن انخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية.
جراحات المبيض كما يمكن أن تتسبب جراحات المبيض أو عدوى فيروس الهربس النطاقي أو الفيروس المضخم للخلايا في الإصابة بفشل المبيض المبكر.

بالإضافة إلى هذه الأسباب المحتملة التي يمكن أن تسبب فشل المبيض المبكر، هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة باعتلال المبيض المبكر، وهي

العمر يزداد خطر الإصابة بفشل المبيض المبكّر بين سن 35 و40 عامًا، على الرغم من أنه يمكن أن يحدث أيضًا لدى النساء الأصغر سنًا.
التاريخ العائلي إذا كانت هناك حالات أخرى من فشل المبيض المبكِّر في العائلة، فقد يزداد الخطر.
الأمراض التي تتطلب جراحة مثل حالة بطانة الرحم المهاجرة على سبيل المثال.

ومع ذلك، فإن هذه العوامل تزيد من خطر الإصابة بهذه الحالة، ولكن هذا لا يعني أن المرأة ستصاب بالضرورة بفشل المبيض المبكر.

ما هي الأعراض التي يسببها فشل المبيض المبكر؟

بشكل عام، غالباً ما تتشابه أعراض فشل المبيض المبكر مع أعراض انقطاع الطمث، حيث أنها تنتج عن انخفاض مستويات هرمون الإستروجين.

إن غياب الحيض (انقطاع الطمث) هو العامل الأكثر لفتاً للانتباه بالنسبة للمرأة الشابة وهو السبب الرئيسي لطلب الاستشارة.

تشمل الأعراض الأخرى المرتبطة بانخفاض مستويات الإستروجين ما يلي:

نزيف غير منتظم أو عدم وجود دورة شهرية.
التعرق الليلي.
جفاف المهبل.
الهبات الساخنة .
اضطرابات النوم والأرق.
التهيج والحساسية.
قلة الرغبة الجنسية.
صعوبة التركيز.
مشاكل الخصوبة.

وتجدر الإشارة إلى أن بعض هذه المظاهر السريرية قد يكون مصدرها حالات طبية أخرى. لذلك، يوصى دائمًا باستشارة استشاري للفحص والتشخيص وتحديد أفضل خيار علاجي.

اثار فشل المبيض المبكر

بالإضافة إلى الأعراض والانزعاج الذي ناقشناه في سابقاً، فإن لفشل المبيض المبكر آثلر طويلة الأمد على صحة المرأة.

هناك العديد من الهرمونات في الجسم التي تتناقص قيمها بسبب فشل المبيض المبكر. لذلك، هناك خطر أكبر للمعاناة من حالات أخرى مثل تلك التي نناقشها أدناه:

القلق والاكتئاب

بسبب الفقدان غير المتوقع لوظيفة المبيض. في هذه الحالات، يوصى بزيارة طبيب نفسي.

متلازمة جفاف العين

تسبب عدم الراحة وعدم وضوح الرؤية.

اعتلالات القلب

انخفاض مستويات الأستروجين له تأثيرات على العضلات المحيطة بالشرايين وعلى تراكم الكوليسترول فيها. وكل ذلك يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية.

هشاشة العظام

وهو مرض يصيب الهيكل العظمي حيث تنخفض كثافة كتلة العظام. لذلك، هناك فرصة أكبر للإصابة بكسور في العظام.

كما يمكن أن يُسبّب تغيّرات في الحياة الجنسية للمرأة. لذلك فإن هذا التغير له تأثير سلبي على الصحة الجسدية والعاطفية والإنجابية.

تشخيص فشل المبيض المبكّر

العلامة التحذيرية الأولى لدى النساء هي اختفاء الدورة الشهرية أو تغير الدورة الشهرية. لتوضيح هذا السبب، يوصى في هذه الحالة بإجراء فحص لدى استشاري نساء وولادة. يأخذ الطبيب التاريخ الطبي إلى جانب الفحص البدني والفحص النسائي.

وللتأكد من وجود فشل المبيض المبكر، يتم إجراء تحليل لهرمونات مثلFSH وهرمونات الاستراديول. يحدد ارتفاع هرمون FSH وانخفاض هرمون الاستراديول من علامات فشل المبيض. يمكن ان يتم تكرار هذه التحاليل مع عدة فحوصات أخرى للوصول للتشخيص الصحيح.

من ناحية أخرى، إذا لم يكن لفشل المبيض سبب واضح، يمكن إجراء فحص دم لدراسة النمط النووي الكاريوتايب، أي مجموعة الكروموسومات التي تحتويها كل خلية. وبهذه الطريقة، سيكون من الممكن تحديد ما إذا كان سبب فشل المبيض المبكّر هو تغير في الكروموسومات.

العلاج

بما أنه يمكن أن يؤثر على الصحة الجسدية والعاطفية على حد سواء، يجب تحديد علاج متعدد التخصصات وحتى زيارة الطبيب النفسي.

العلاج بالهرمونات البديلة باستخدام حبوب أو لصقات الإستروجين والبروجسترون هو الأكثر استخداماً. يخفف هذا العلاج من أعراض انقطاع الطمث ويساعد على مكافحة فقدان العظام الناجم عن هشاشة العظام.

فيما يتعلق بالوقاية من هشاشة العظام، يجب على النساء المصابات بهشاشة العظام تناول كمية كافية من الكالسيوم وفيتامين د. بالإضافة إلى ذلك، من المهم ممارسة النشاط البدني المنتظم والتحكم في الوزن. ويجنب ذلك أيضًا الإصابة بأمراض الشريان التاجي.

تأثير فشل المبيض المبكِّر على الخصوبة

غالبًا ما يعاني المرضى الذين يعانون من فشل المبيض المبكر من مشاكل في الخصوبة بسبب نقص الإباضة وانخفاض مستويات الإستروجين. في هذه الحالات، عادةً ما يكون تحفيز المبيض لعلاج الإخصاب في المختبر صعب ولكن ليس بالمستحيل.

ومع ذلك، يمكن لبعض النساء في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر الحصول على أجنة جيدة من خلال الحقن المجهري، حتى لو كان عدد البويضات التي تم الحصول عليها قليل. الخيار الآخر هو إجراء عملية جمع البويضات والتنشيط المزدوج.