على مدى عقود، تم اعتمد فحص واختبار خصوبة الرجال على تحليل السائل المنوي الأساسي الذي يفحص عدد الحيوانات المنوية تشوهاتها وحركتها. ومع ذلك، لا يزال كثير من الرجال يواجهون تأخر الانجاب مجهول السبب. يقيّم تحليل السائل المنوي المعايير الأساسية ولكنه لا يوفر تقييماً كاملاً أو تنبؤياً لخصوبة الرجال. وفي الآونة الأخيرة، هناك اعتراف متزايد بالحاجة إلى إجراء اختبار أكثر شمولاً لجودة الحيوانات المنوية.
تكسر الحمض النووي للحيوانات المنوية
تكسر الحمض النووي هو نوع من تحاليل خصوبة الرجال حيث يقيس كمية الحمض النووي التالف في عينة الحيوانات المنوية. يعتبر الحمض النووي تالفاً عندما تتكسر الخيوط أو السلاسل المكونة للحمض النووي في رؤوس الحيوانات المنوية. يجدر الإشارة الى أن جميع الرجال بلا استثناء لديهم قدر من التكسر في الحمض النووي للحيوانات المنوية. ومع ذلك، قد تشير النسب العالية من التكسر إلى صعوبة أكبر في الحمل والحفاظ عليه.
وقد سعت الأبحاث لمعرفة الرابط بين ارتفاع التكسر وتأخر الانجاب عند الرجال. على الرغم من تطور فهمنا لتلف الحمض النووي للحيوانات المنوية، إلا أن السبب الدقيق للتكسر لا يزال مجهولاً. اذ أن إحدى الملاحظات المهمة في الأبحاث تتمثل في عدم ارتباط ارتفاع التكسر بنتائج تحليل السائل المنوي التقليدي. بعبارة أخرى، يمكن أن يكون عدد الحيوانات المنوية وحركتها ومورفولوجيتها من شكل وتشوهات طبيعية ومع ذلك قد يكون التكسر في الحمض النووي مرتفع جداً في الحيوانات المنوية.
ومن المثير للاهتمام أن البويضة لديها بعض القدرة على إصلاح الحمض النووي التالف للحيوانات المنوية عند الإخصاب. ومع ذلك، يعتقد العلماء أنه قد يكون هناك حد لتلف الحمض النووي يتجاوز قدرة البويضة على الإصلاح.
كيفية تحليل التكسر في الحيوانات المنوية
تم تطوير العديد من الاختبارات على مدى السنوات لقياس تكسر الحمض النووي للحيوانات المنوية. ومع ذلك، تستخدم جميعها إجراءات مختلفة قليلاً وتؤدي إلى معايير قياس مختلفة. منها اهم 3 طرق لتحليل التكسر:
– تحليل تشتت الكروماتين في الحيوانات المنوية (SCD): والمعروف بتحليل الهالة يُستخدم لقياس درجة نزع التكثيف الكروماتيني للحيوانات المنوية. وتحقيقاً لهذه الغاية، تتم معالجة الحيوانات المنوية باستخدام حمض ومواد أخرى تمنع تكون حلقات الحمض النووي. ونتيجة لذلك، تكون الحيوانات المنوية التي تحتوي على حمض نووي سليم لديها هالات عالية، بينما الحيوانات المنوية ذات الحمض النووي التالف تكون هالاتها حول الرأس ضعيفة او غير موجودة.
– تحليل تحليل البنية الكروماتينية للحيوانات المنوية (SCSA):
وهو ما يُعرف بالمعيار الذهبي لسلامة الحمض النووي، ويقيس عاملان أساسيان هما %DFI (مؤشر تجزئة الحمض النووي) و %HDS (قابلية عالية لتلطيخ الحمض النووي). يُشير %DFI إلى النسبة المئوية للحيوانات المنوية التي تحتوي على تجزئة الحمض النووي و %HDS إلى النسبة المئوية للحيوانات المنوية التي تحتوي على بروتينات نووية غير طبيعية وبنية كروماتينية قد تمنع الإخصاب.
– تحليل صبغة موت الخلايا المبرمج (TUNEL):
انه الطريقة الأكثر استخداماً، والذي يتضمن معالجة الحيوانات المنوية بصبغة كيميائية. يتحول الحمض النووي للحيوانات المنوية المكسورة إلى اللون الأحمر، بينما يتحول الحمض النووي للحيوانات المنوية الطبيعية إلى اللون الأخضر.
بعد ذلك، يتم تمرير العينة عبر جهاز محوسب مزود ببرنامج خاص يقرأ حوالي 5000 خلية منوية. ثم يقوم بتصنيف نسبة خلايا الحيوانات المنوية الخضراء إلى الحمراء لمعرفة مؤشر تكسر الحمض النووي (DFI).
فهم نتائج تكسر السائل المنوي
المدى الشائع لدى كثير من المختبرات في تحليل التسكر هو 4 مستويات:
- ممتاز إلى جيد (أقل من أو يساوي 15٪ نسبة التكسر في الحيوانات المنوية)
- جيد إلى مقبول (أكبر من 15٪ إلى أقل من 25٪ نسبة التكسر في الحيوانات المنوية)
- من مقبول إلى ضعيف (أكبر من أو يساوي 25% إلى أقل من 50% نسبة التكسر في الحيوانات المنوية)
- رديء جدًا (أكبر من أو يساوي 50% إلى أقل من 50% نسبة التكسر في الحيوانات المنوية)
من المهم معرفة اختلاف المدى المستخدم في المختبرات وقد لا تنطبق الأرقام الواردة هنا على مختبركم، لذلك، نوصيكم باستشارة طبيبكم بشأن اسئلتكم حول نتائج تكسر الحمض النووي في السائل المنوي.
الفائدة السريرية لتكسر الحمض النووي
تنص المبادئ التوجيهية للجمعية الأمريكية لأمراض النساء والولادة لعام 2020 على أنه لا يوصى بإجراء تحليل تكسر الحمض النووي في التقييم الأولي للزوجين المصابين بتأخر الانجاب. بدلاً من ذلك، يوصى به للأزواج الذين يعانون الإجهاض المتكرر في الحمل الطبيعي. يُعرَّف الاجهاض المتكرر بأنه إجهاضين أو أكثر.
ومع ذلك، على الرغم من وجود بيانات متضاربة حول كيفية تأثير تكسر الحمض النووي على نتائج تحقيق الحمل. يوصي اختبار SCSA بأن المرضى الذين لديهم نسبة تكسر أعلى من 25% ويعانون من الإجهاض المتكرر بالاتجاه مباشرة للحقن المجهري وذلك لأن الدراسات أظهرت أن جميع عوامل التكسر ومشاكل الحيوانات المنوية الأساسية يمكن التغلب بالحقن المجهري. في الواقع، في دراسة واحدة على الأقل اثبت أن المرضى الذين لديهم نسبة تكسر أكبر من أو تساوي 29% كان لديهم نتائج حمل أفضل بكثير عندما اختاروا الحقن المجهري مع تقنيات إضافية مساعدة مقارنةً بعدم التدخل.
التقنيات المساعدة في الحقن المجهري لتجاوز تكسر السائل المنوي
- الحقن المجهري الفسيولوجي (البكزي PICSI)
- الحقن المجهري بواسطة الحيوانات المنوية المختارة مورفولوجيا (امسي IMSI)
- الفصل المغناطيسي للحيوانات المنوية (ماكس MACS)
- سحب الحيوانات المنوية من جلد الخصية (TESA)
- استخراج الحيوانات المنوية من الخصية (TESE)
- تقنية الزايموت لاختيار الحيوانات المنوية (ZYMOT)
المصادر
Intervention improves assisted conception intracytoplasmic sperm injection outcomes for patients with high levels of sperm DNA fragmentation: a retrospective analysis
Sperm DNA fragmentation testing: Summary evidence and clinical practice recommendations