ماهي بطانة الرحم المهاجرة – الأسباب والأعراض والعلاج
بطانة الرحم الهاجرة هي مرض حميد مزمن يصيب العديد من النساء في سن الإنجاب. تتمثل هذه الحالة المرضية النسائية في ظهور ونمو أنسجة بطانة الرحم في أماكن أخرى خارج تجويف الرحم.
يحدث هذا النمو غير الطبيعي بشكل رئيسي في تجويف الحوض، سواء في الصفاق أو في الأعضاء الموجودة في هذا التجويف. في البداية، يمكن أن تظهر أنسجة بطانة الرحم على مبيضي المرأة وتُسبّب نوعاً من الكيسات التي تُسمّى أورام بطانة الرحم أو أكياس الشوكلاته. قد توجد الأنسجة أيضاً في قناة فالوب أو في أماكن أكثر غرابة مثل الأمعاء.
يُمكن أن تسبّب بطانة الرحم المهاجرة في تأخر الانجاب عند النساء، بالإضافة إلى الشعور بالانزعاج بشكل مستمر في حياة المرأة اليومية. لذلك، من المحتمل أن تحتاج النساء المصابات في بطانة الرحم الهاجرة إلى علاج مساعد على الإنجاب مثل الحقن المجهري عندما يرغبن في الحمل.
تعريف بطانة الرحم المهاجرة
خلال الدورة الشهرية للمرأة، تتجدد الطبقة الداخلية من الرحم كل شهر، والمعروفة باسم بطانة الرحم، لإتاحة إمكانية إيواء الجنين وانغراسه وحدوث الحمل. إذا لم يحدث ذلك، يتم التخلص من بطانة الرحم في شكل حيض.
عند الإصابة في بطانة الرحم الهاجرة وهي حالة مرضية تنشأ من تغير بطانة الرحم أثناء الدورة الشهرية. فبدلاً من النمو في داخل الرحم، تنمو أنسجة بطانة الرحم في مواقع أخرى خارج الرحم، مما قد يُسبّب نزيفاً وألماً شديداً.
بطانة الرحم المهاجرة هي مرض يعتمد على الهرمونات، أي أنها تخضع لتغيرات تعتمد على الهرمونات الأساسية في الدورة الشهرية للمرأة: هرمون الإستروجين والبروجسترون. على وجه التحديد، يساهم إفراز هرمون الإستروجين بدرجة أكبر في تطور بطانة الرحم المهاجرة. ومع ذلك، تمّت دراسة حالات أخرى حدثت لهم قبل سن البلوغ ولدى النساء اللاتي يظهرنَ في سنّ اليأس وذلك في حالة انقطاع الهرمون.
ما هي أنواع لويحات بطانة الرحم؟
يمكن أن تختلف لويحات أنسجة بطانة الرحم التي تَتَشكّل خارج تجويف الرحم في الحجم اعتماداً على شدة بطانة الرحم الهاجرة.
لذلك، من المهم التفريق بين الأنواع الثلاثة الموجودة من أجل تقييم بطانة الرحم الهاجرة. فيما يلي أنواع لويحات بطانة الرحم من الأقل إلى الأكثر شدة:
غرسات البطانة (Implants)
صغيرة وسطحية
عقيدات البطانة (Nodules)
أكبر حجماً ويمكن أن تكون اكثر انتشاراً.
أورام بطانة الرحم (Endometriomas)
عندما تتشكل الكيسات على المبيضين، وتسمى أيضاً أكياس الشوكولاتة أو ياس بطانة الرحم.
من الصعب التنبؤ بمسار بطانة الرحم الهاجرة. لدى بعض النساء غرسات صغيرة لا يتغير حجمها بمرور الوقت. في المقابل، قد يكون لدى نساء أخريات غرسات تنتشر وتصبح عقيدات اكثر انتشاراً.
اماكن نمو بطانة الرحم المهاجرة
يمكن أن تظهر بطانة الرحم المهاجرة في أعضاء مختلفة من الجسم. بشكل عام، توجد لويحات أنسجة بطانة الرحم بشكل عام في تجويف الحوض، حيث توجد الأعضاء التناسلية، ولكن يمكن أن تظهر أيضاً في مناطق خارج الأعضاء التناسلية.
لذلك، يمكننا إجراء التصنيف التالي لبطانة الرحم المهاجرة/للانتباذ البطاني الرحمي وفقاً لموقعه المحدد:
بطانة الرحم المبيضية المهاجرة (Ovarian endometriosis)
بطانة الرحم الموجودة في المبيضين. من الممكن أن تتشكل كيسات بطانة الرحم المبيضية المهاجرة التي تمت مناقشتها أعلاه.
بطانة الرحم البوقية المهاجرة (Tubal endometriosis)
بطانة الرحم الموجودة في قناة فالوب.
بطانة الرحم الحوضية المهاجرة (Pelvic endometriosis)
بطانة الرحم الموجودة في الأربطة الرحمية أو في كيس دوغلاس (المسافة بين المستقيم والمهبل).
بطانة الرحم البطانية الصفاقية المهاجرة (Peritoneal endometriosis)
بطانة الرحم الموجودة بشكل سطحي في المبيضين والمنطقة البريتونية السطحية.
بطانة الرحم المستقيمة المهبلية المهاجرة (Rectovaginal endometriosis)
بطانة الرحم الموجودة في نسيج يقع بين المستقيم والمهبل، أسفل كيس دوغلاس.
بطانة الرحم الداخلية المهاجرة (Internal endometriosis or adenomyosis)
تُشير إلى غزو بطانة الرحم المهاجرة لبطانة الرحم الى الطبقة العضلية الداخلية للرحم.
المناطق الخارجية الأخرى (Other external areas)
على سبيل المثال، بطانة الرحم المهاجرة الموجودة في منطقة البطن أو في أعضاء أخرى ليست جزءًا من الجهاز التناسلي، مثل المثانة أو الحالب أو الأمعاء أو المستقيم أو الرئتين.
قد لا تقتصر بطانة الرحم المهاجرة على سطح العضو فقط بل قد تؤثر أيضاً على الجزء الداخلي من العضو. قد يكون هذا النوع من بطانة الرحم المهاجرة الأكثر حدة، والمعروف باسم بطانة الرحم المهاجرة الارتشاحية العميقة الذي قد يمنع عمل العضو بشكل صحيح.
الأعراض
لا تُسبّب بطانة الرحم المهاجرة أعراضاً لدى معظم النساء اللاتي يعانين منه، إلا إذا كانت بطانة الرحم المهاجرة شديدة.
إلّا أنّ بعض النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة يشعرنَ ببعض الانزعاج، وأكثرها شيوعاً هو الألم أثناء الحيض.
كما ذُكر أعلاه، تستجيب غرسات بطانة الرحم للتغيرات الهرمونية. لذلك، عندما يحدث نزيف الحيض، تنزف هذه الغرسات أيضاً، ممّا يُسبّب نزيفاً لا يمكن أن يتدفّق لخارج الرحم.
قد تظهر أعراض أخرى أيضاً بشكل أكثر أو أقل تواتراً. من هذه الأعراض المحتملة لبطانة الرحم الهاجرة لدى النساء:
– آلام الحوض والبطن وأسفل الظهر، وعادةً ما تكون مرتبطة بالحيض.
– عسر الجماع: ألم أثناء الجماع أو بعده.
– النزيف الرحمي: نزيف ما قبل الحيض أو النزيف بين الدورات الشهرية.
– حيض أكثر غزارة وطويل المدة.
– البيلة الدموية: ألم ونزيف عند التبول أو التغوط، خاصةً إذا كان هناك إمساك.
– التعب والإرهاق وآلام أسفل الظهر.
– أعراض نفسية في أشد الحالات، تمنع المريضة من ممارسة نمط حياة طبيعي.
وتجدر الإشارة إلى أن شدة هذه الأعراض لا تعتمد على درجة بطانة الرحم المهاجرة. فإذا كانت المرأة مصابة بأعراضها، فإنها تكون ملحوظة بنفس الدرجة سواء كانت بطانة الرحم المهاجرة خفيفةً أو معتدلةً أو شديدةً. ما يبدو أن هناك علاقة مباشرة بين صعوبة الحمل ودرجة الاصابة.
درجات بطانة الرحم المهاجرة
يمكن تصنيف بطانة الرحم المهاجرة إلى مستويات أو درجات حسب آثارها وشدتها، على الرغم من عدم وجود طريقة ثابته للتصنيف الى ان الأكثر استخداماً اليوم هو التصنيف الذي توصي به الجمعية الأمريكية للطب التناسلي (ASRM):
بطانة الرحم المهاجرة من الدرجة الأولى (الحد الأدنى)
ظهور غرسات معزولة بدون التصاقات.
بطانة الرحم المهاجرة من الدرجة الثانية (خفيفة)
لويحات بطانة الرحم الهاجرة سطحية وأصغر من 5 سم. قد تكون هناك التصاقات على سطح الصفاق والمبيض، ولكن دون التأثير على الأعضاء الأخرى.
بطانة الرحم المهاجرة من الدرجة الثالثة (معتدلة)
وجود عقيدات متعددة في بطانة الرحم ومعظمها منتشرة. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون هناك التصاقات في الأنابيب أو المبيض أيضاً.
بطانة الرحم المهاجرة من الدرجة الرابعة (شديدة)
تكون لويحات بطانة الرحم متعددة وسطحية وعميقة. وهي تُشكّل أكياساً كبيرة من أنسجة بطانة الرحم في المبيض تمتلئ بالدم (أكياس الشوكولاتة).
أسباب بطانة الرحم المهاجرة
في الوقت الحالي، لا يُعرف السبب الدقيق لبطانة بطانة الرحم الهاجرة. ومع ذلك، هناك العديد من النظريات التي تُفسّر تكوينه:
الحيض الرجعي (نظرية سامبسون)
وفقاً لهذه النظرية، يحدث الانتباذ البطاني الرحمي/بطانة الرحم المهاجرة لأن بعض أنسجة بطانة الرحم تتدفق إلى الوراء بدلاً من التدفق إلى الخارج كما هو معتاد في الحيض. وبالتالي، تتدفق أنسجة بطانة الرحم عبر قناة فالوب إلى تجويف البطن. وبمجرد وصولها إلى هناك، يمكن أن تلتصق خلايا بطانة الرحم وتنتج غرسات بطانة الرحم الهاجرة.
على الرغم من كونها النظرية الأكثر قبولاً، إلّا أنّ حوالي 90% من النساء قد يكون لديهنّ تدفق رجعي ويُقَدّر أنّ 15% منهنّ مُصابات ببطانة الرحم الهاجرة. علاوة على ذلك، لن تُفسّر هذه النظرية أيضاً وجود بطانة الرحم المهاجرة في مواقع خارج تجويف البطن ولدى الفتيات اللاتي لم يحضن بعد ولدى الرجال. لذلك، لا بد أن تكون هناك أنواع أخرى من العوامل المتورطة في أسباب بطانة الرحم المهاجرة.
التحول النسيجي (نظرية إيوانوف-ماير)
التحول النسيجي هو تحوّل نوع من الخلايا إلى نوع آخر. وبالتالي، تُفسّر هذه النظرية إمكانية تحوّل الخلايا البريتونية إلى خلايا بطانة الرحم. قد يكون العامل المُحَفّز لهذا التغيّر هو الاستجابة للعمليات الالتهابية أو قد يكون بسبب محفزات هرمونية أو بيئية.
قد تُفسّر نظرية إيوانوف-ماير سبب عدم وجود بطانة الرحم المهاجرة لدى النساء فقط، حيث يمكن أن تأتي بطانة الرحم من أنسجة أخرى. يُمكن أن تُفسّر هذه الفرضية أيضاً حالات أخرى من بطانة الرحم المهاجرة لدى النساء اللاتي لا يحضن (لصغر العمر أو كبره) على سبيل المثال.
نظرية البقايا الجنينية
تقترح هذه النظرية أن الخلايا الموليرية المتبقية، ربما عند تحفيز الإستروجين عند البلوغ، يمكن أن تكون أصل الانتباذ البطاني الرحمي/بطانة الرحم المهاجرة. ومع ذلك، وفقاً لهذه النظرية، يجب أن يظهر الانتباذ البطاني الرحمي/بطانة الرحم المهاجرة مع سن البلوغ، وهذا ليس هو الحال دائماً، حيث تكون نسبة الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي/بطانة الرحم المهاجرة أعلى بعد سن 25 عاماً.
الانتشار اللمفاوي أو الأوعية الدموية
تُشير هذه النظرية إلى أنّ أنسجة بطانة الرحم الهاجرة يُمكن أن تنتقل عبر الأوعية الدموية أو الجهاز اللمفاوي إلى أجزاء أخرى من الجسم وهذا قد يُفسّر كيف يمكن أن يتطور الانتباذ البطاني الرحمي/بطانة الرحم المهاجرة في مواقع بعيدة عن تجويف الحوض، مثل الرئة.
اضطراب المناعة
تُشير الأبحاث المختلفة إلى أن الجهاز المناعي يلعب دوراً رئيسياً في ظهور بطانة الرحم الهاجرة والحفاظ عليها وتطورها.
فالحيض الرجعي شائع جداً وفي الظروف الطبيعية، يتم إزالة البقايا المنبعثة في تجويف الحوض بواسطة خلايا الجهاز المناعي. ولكن، في حالة بطانة بطانة الرحم المهاجرة تَتَغيّر وظيفة خلايا الجهاز المناعي وتكون ناقصة. لذلك، لن تكون قادرة على التخلص من تدفق الدورة الشهرية من تجويف الحوض وستساعد على تطور المرض لعدة أسباب:
- لن تكون قادرة على التعرف على خلايا بطانة الرحم خارج الرحم كخلايا غريبة وبالتالي لن تهاجمها. وبهذه الطريقة ستكون هناك ظاهرة تحمّل مناعي.
- سوف يفرز عدد قليل من الخلايا.
- وستقوم بإفراز جزيئات مختلفة من شأنها أن تُعَزّز التصاق خلايا بطانة الرحم وانتشارها وتكاثرها وتكاثر الأوعية الدموية.
وهذا من شأنه أن يُفسّر سبب سماح الجهاز المناعي بظهور خلايا بطانة الرحم ونموها خارج الرحم. لكل هذه الأسباب، يُعتبر أن بطانة الرحم المهاجرة قد تظهر بسبب خلل وظيفي مناعي.
الاستعداد الوراثي والعوامل البيئية
تُظهر دراسات مختلفة أن الأقارب من الدرجة الأولى للأشخاص الذين أصيبوا ببطانة الرحم الهماجرة هم أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض. لذلك، يبدو أن هناك مكوناً وراثياً معيناً في تطور المرض.
ومع ذلك، فإنّ حقيقة أنّ البيئة يمكن أن تُؤثّر أيضاً على المرض والتعبير الجيني تجعل من الصعب تحديد تلك الجينات التي يتم تغييرها. قد تؤهّب بعض التغييرات اللاجينية لتطور بطانة الرحم المهاجرة.
ما هي عوامل الخطر؟
لقد ثبت أن هناك بعض عوامل الخطر التي قد تساعد على ظهور بطانة الرحم المهاجرة لدى النساء، على الرغم من أن وجود هذه الاعراض لا يعني بالضرورة الإصابة. بعضها كالتالي:
- وجود أم أو أخت مصابة بالانتباذ البطاني الرحمي/بطانة الرحم المهاجرة، فقد يكون وراثياً.
- بدء الحيض في سن مبكرة.
- عدم الإنجاب بعد.
- وجود دورات حيض قصيرة، أي وجود دورات حيض متكررة (تعدد الطمث).
- النزيف الشديد (فرط الطمث) وطول مدة الحيض (7 أيام أو أكثر).
- وجود غشاء بكارة مغلق يمنع تدفق الحيض.
- الخضوع لعملية جراحية في الرحم، على سبيل المثال، بعد الولادة القيصرية أو الكحت.
وتجدر الإشارة إلى أنّ النساء الأكثر تأثراً بالانتباذ البطاني الرحمي/بطانة الرحم المهاجرة هنّ النساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 30 و50 عاماً، حيث يبلغ متوسط عمر بداية الإصابة 37 عاماً. ومع ذلك، يمكن أن تُصاب المراهقات أيضاً ببطانة الرحم المهاجرة. في الواقع، هناك حالات استثنائية لدى الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 12 و15 عاماً.
من ناحية أخرى، تم اكتشاف بؤر بطانة الرحم المهاجرة الحوضية أيضاً في سن انقطاع الطمث، على الرغم من أن حدوثها نادر الحدوث.
تشخيص بطانة الرحم المهاجرة
العلامة التحذيرية الأولى لاحتمال الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي/بطانة الرحم المهاجرة هي الألم الحاد أثناء الحيض. في هذه الحالة، يجب على طبيب النساء إجراء فحوصات تشخيصية أولية مثل:
الفحص النسائي
عند الاشتباه في الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي/بطانة الرحم المهاجرة، فإن الخطوة الأولى التي يجب اتباعها هي إجراء فحص جسدي وفحص كامل للحوض. عموماً، لا يسمح هذا الفحص النسائي عموماً بتشخيص الانتباذ البطاني الرحمي/بطانة الرحم المهاجرة لأنّه قد تكون الغرسات موجودة خارج تجويف الحوض أو قد لا يكون حجمها كبيراً بما يكفي لجسها.
على الرغم من ذلك، هناك بعض العلامات التي يمكن اكتشافها من خلال الفحص النسائي والتي قد تُشير إلى الاشتباه في وجود بطانة الرحم الهاجرة:
- ألم عند ملامسة قاع المهبل أو الأربطة الرحمية.
- عقيدات مؤلمة في قاع المهبل أو الأربطة أو في المستقيم.
- ألم مع حركة الرحم.
- كتل في قناتي فالوب أو المبيضين.
- الإزاحة الجانبية لعنق الرحم.
- ثبات المبيضين أو قناتي فالوب أو الرحم دون حركة.
ومع ذلك، لن يتمكن الأخصائي من الوصول إلى تشخيص نهائي أو موثوق به مع تحديد بعض هذه العلامات فقط. لذلك، سيكون من الضروري إجراء المزيد من الفحوصات.
التصوير بالموجات فوق الصوتية
يتكون التصوير بالموجات فوق الصوتية أو السونار من استخدام مسبار الموجات فوق الصوتية للتمكن من مراقبة أعضاء تجويف الحوض بشكل غير مباشر. يمكن إجراء هذا الاختبار عبر البطن أو عبر المهبل.
وعلى وجه التحديد، للتمكن من رؤية الأعضاء التناسلية الأنثوية (الرحم والمبيضين)، عادةً ما يتم استخدام السونار المهبلي حيث يتم إدخال مسبار الموجات فوق الصوتية من خلال المهبل. يمكن لهذا النوع من الموجات فوق الصوتية الكشف عن أكياس المبيض، بما في ذلك أورام بطانة الرحم أو أكياس الشوكولاتة المميزة الانتباذ البطاني الرحمي/بطانة الرحم المهاجرة الحادة.
ومع ذلك، لن تُصوّر الموجات فوق الصوتية عبر المهبل التصاقات بطانة الرحم في الأعضاء الأخرى بوضوح. لذا، لن يتمكن سوى طبيب متمرس من رؤية علامات بطانة الرحم المهاجرة في الأمعاء أو الرحم أو المثانة أو بطانة الرحم الغدية.
الفحوصات المخبرية
تتكون الفحوصات المخبرية لتشخيص الانتباذ البطاني الرحمي/بطانة الرحم المهاجرة من إجراء اختبار دم بسيط لدراسة علامة ورم تسمى Ca-125. قد تزداد قيم هذه العلامة لدى النساء المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي/بطانة الرحم المهاجرة، خاصةً عند إصابة المبيضين.
ومع ذلك، لاتعتبر علامة Ca-125 دليلاً ثابتاً وموجزاً لتشخيص بطانة الرحم المهاجرة. حيث ان هذه العلامة ترتفع في حالة سرطان المبيض والأورام الليفية والتهاب الصفاق والحمل وحتى أثناء الحيض. لذلك، فهي ليست علامة حيوية محددة لبطانة الرحم المهاجرة.
المنظار البطني
الطريقة الوحيدة لتأكيد تشخيص بطانة الرحم الهاجرة هي التدخل الجراحي. والطريقة المستخدمة هي تنظير البطن، وهي عملية جراحية يتم فيها إدخال كاميرا متصلة بأنبوب صلب (منظار البطن) من خلال شق صغير، عادةً في السرة.
يتم تضخيم الصور التي يتم الحصول عليها بواسطة الكاميرا ونقلها مباشرة إلى شاشة. يتم إجراء هذه العملية الجراحية تحت تأثير التخدير العام، لذلك لا تشعر المرأة بأي ألم.
فحوصات إضافية
هناك فحوصات إضافية قد يطلبها الطبيب في حالة الاشتباه في الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي/بطانة الرحم المهاجرة. يوصى عادةً بإجراء هذه الفحوصات التكميلية عندما يعتقد الطبيب المختص أنه قد يكون انتباذ بطانة الرحم المهاجرة الارتشاحية، وهو الذي تتوغل فيه الغرسات في عمق الأعضاء.
وفيما يلي بعض الفحوصات الإضافية لتشخيص بطانة الرحم المهاجرة
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
هو تقنية غير جراحية تسمح بتصوير الأعضاء الداخلية للأعضاء من مستويات متعددة بفضل موجات الراديو، دون استخدام الأشعة السينية. وهو يجعل من الممكن اكتشاف غرسات الانتباذ البطاني الرحمي مهما كانت صغيرة.
تنظير القولون
هي التقنية التي تسمح باستكشاف الجزء الداخلي من الأمعاء الغليظة عن طريق منظار داخلي، وهو عبارة عن كاميرا متصلة بأنبوب مرن يتم إدخاله من خلال فتحة الشرج. يُستخدم تنظير القولون عندما يكون هناك اشتباه في وجود بطانة الرحم المهاجرة الارتشاحية في المستقيم أو القولون.
تنظير المثانة
هو استكشاف المثانة من الداخل باستخدام منظار المثانة، وهو أداة يتم إدخالها عبر مجرى البول. يتم إجراء هذا الفحص عند الاشتباه في وجود بطانة الرحم المهاجرة الارتشاحية في المثانة البولية (المثانة)
عادةً ما يتم إجراء تنظير القولون وتنظير المثانة، وكذلك منظار البطن، عندما تكون المرأة في فترة الحيض لتسهيل تحديد مكان غرسات بطانة الرحم. التفسير هو أن الغرسات تنزف أثناء الحيض.
علاج بطانة الرحم الهاجرة
لا يوجد حالياً علاج دوائي يشفي بشكل نهائي من الانتباذ البطاني الرحمي/بطانة الرحم المهاجرة ولكن هناك طرق مختلفة لمحاولة جعل المرض محتملاً قدر الإمكان.
يستمر وجود الانتباذ البطاني الرحمي/بطانة الرحم المهاجرة طوال حياة المرأة الخصبة. وقد يمتد أحياناً إلى ما بعد سن اليأس.
واعتماداً على شدة أعراض المريضة وعمرها ورغبتها الإنجابية، يمكن إجراء العلاجات التالية
المسكنات
في حالات الانتباذ البطاني الرحمي/بطانة الرحم المهاجرة الخفيف، قد تكون مسكنات الألم كافية. ومع ذلك، فإن هذه الأدوية ليست كافية لجميع المرضى.
الهرمونات
من الممكن إبطاء نمو أنسجة بطانة الرحم عن طريق إعطاء الهرمونات المرتبطة بالدورة الشهرية. توجد أمثلة على هذه العلاجات مع موانع الحمل ومنظمات الدورة الفموية .
الجراحة
في الحالات الأكثر شدة، يمكن اختيار العلاج الجراحي لبطانة الرحم المهاجرة. واعتماداً على موقع الأنسجة ومدى انتشارها، يتم استخدام تقنية جراحية أو أخرى.
كما نرى، يمكن أن يكون العلاج مسكّناً أو هرمونياً أو جراحياً حسب إصابة بطانة الرحم المهاجرة. في الحالات الأكثر اعتدالاً، يتكون العلاج من مسكنات للألم. في الحالات الأكثر شدة، التي تنطوي على ألم مزمن، قد تكون الجراحة هي الحل.
يجب إبلاغ المريضة بمزايا وعيوب كل علاج، لأن بعضها، مثل العلاج الهرموني، قد لا يتوافق مع الرغبة في الإنجاب.
هل يمكن الحمل مع الاصابة في بطانة الرحم المهاجرة؟
كما قلنا، لا تعاني جميع النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة من تأخر الانجاب. ومع ذلك، فإن بطانة الرحم المهاجرة نفسها تسبب مشاكل في الحمل في 40% من الحالات، وهي السبب الثالث لاستشارة طبيب أمراض النساء في حالة تأخر الانجاب عند النساء.
أولاً، يؤثر بطانة الرحم المبيضية المهاجرة على احتياطي المبيض، سواء من حيث كمية البويضات أو نوعيتها. يؤدي تطور الانتباذ البطاني الرحمي/بطانة الرحم المهاجرة إلى فقدان أنسجة المبيض السليمة التي يتم استبدالها بأنسجة بطانة الرحم. في الواقع، قد تُسهم الجراحة نفسها لإزالة بطانة الرحم الهاجرة من المبيض في هذا الانخفاض في احتياطي المبيض.
من ناحية أخرى، يمكن أن تؤثر بطانة الرحم المهاجرة أيضاً على قناتي فالوب. فمن ناحية، يمكن أن تؤدي غرسات بطانة الرحم إلى إعاقة قناتي فالوب مما يمنع البويضة والحيوانات المنوية من الالتقاء والتخصيب. كما يمكن أن تتأثر وظيفة قناتي فالوب وتمنع النقل الصحيح للجنين إلى الرحم حتى لو حدث الإخصاب.
في الختام، من المحتمل أن تحتاج النساء المصابات ببطانة بطانة الرحم المهاجرة إلى اللجوء إلى المساعدة على الإنجاب من أجل الإنجاب. واعتماداً على شدة المرض، تكون العلاجات المستخدمة كما يلي:
- التلقيح الاصطناعي. (IUI)
- أطفال الانابيب (IVF)
- الحقن المجهري (ICSI)
من المثير للاهتمام أنه بمجرد حدوث الحمل، يكون له تأثير وقائي على تطور بطانة الرحم الهاجرة. يبقى المبيضان في حالة سكون، وبالتالي لا يوجد إفراز للإستروجين لتعزيز تطور بطانة الرحم المهاجرة.
المصادر
Non-steroidal anti-inflammatory drugs for pain in women with endometriosis
ACOG Practice Bulletin No. 11: Medical management of endometriosis
Epidemiology of endometriosis and its comorbidities
Endometriosis still a challenge
Pathogenesis of deep endometriosis
Pathogenesis and pathophysiology of endometriosis
Modern combined oral contraceptives for pain associated with endometriosis
The search for genetic variants predisposing women to endometriosis
M.A. Martínez-Zamora’s research while affiliated with Hospital Clínic de Barcelona and other places
What are the possible causes of endometriosis?
ESHRE guideline for the diagnosis and treatment of endometriosis
Clinical practice. Endometriosis
Ovulation suppression for endometriosis
Diagnostic delay in women with pain and endometriosis
The familial risk of endometriosis.
Priorities for endometriosis research: recommendations from an international consensus workshop.
Endometriosis: cost estimates and methodological perspective.
The relationship of endometriosis and ovarian malignancy: a review.
Genetics of endometriosis: current status and prospects.
Evolution of medical treatment for endometriosis: back to the roots?