مقدمة
تولد الأنثى معدد محدد ومخزون محدد يحتوي على كل البويضات التي ستحتفظ بها مدى حياتها، ولا يتم إنتاج بويضات جديدة بعد الولادة. مع تقدم العمر، يبدأ عدد البويضات في التناقص وتقل جودتها تدريجياً، مما يؤثر بشكل مباشر على قدرة المرأة على الإنجاب. يتناقص عدد ونوعية البويضات (احتياطي “مخزون” المبيض) بشكل طبيعي وتدريجي من وقت ولادة المرأة حتى وصولها إلى سن اليأس. هذا التراجع يكون تدريجياً حتى أوائل الثلاثينيات من عمرها، لكنه يتسارع بسرعة بعد منتصف الثلاثينيات.
لذا، من الضروري أن تأخذ النساء هذه العوامل بعين الاعتبار عندما يخططن لتكوين أسرة.
ما هو تأخر الانجاب عند النساء؟
يعرف تأخر الانجاب على انه عدم قدرة الزوجين على الحمل بعد مرور عام من الجماع المنتظم بدون استخدام الموانع. يتأثر بتأخر الانجاب حوالي 180 مليونًا في جميع أنحاء العالم.
يتم تشخيص تأخر الانجاب عند النساء بعد الجماع المنتظم بدون أي موانع لمدة:
- ستة أشهر من محاولة الحمل إذا كان عمرك أكبر من 35 عامًا.
- سنة واحدة من محاولة الحمل إذا كان عمرك أقل من 35 عامًا.
وقد تختلف أسباب تأخر إنجاب الزوجين بين عوامل ذكورية، انثوية، كلاهما معاً أو مجهولة السبب. تشكل حالات تأخر الانجاب بسبب عامل ذكوري بنسبة 20%، بينما يكون عامل مساهم بالإضافة اللي وجود عامل انثوي لدى الزوجة بنسب تتراوح بين 30% إلى 40% من جميع حالات تأخر الانجاب. نظرًا لأن أسباب تأخر الانجاب قد تتعدد بين الذكور والإناث، فإنه من المهم أن يتم فحص كلا الزوجين ومعالجتهما معًا.
يمكن أن ينجم تأخر الانجاب عند النساء عن العمر، والظروف الهرمونية، والحالات الطبية، ونمط الحياة أو العوامل البيئية.
ما هي أنواع تأخر الإنجاب عند النساء؟
يمكن أن يكون سبب تأخر الإنجاب أوليًا أو ثانويًا:
– الأولي يعني أنك لم تحملي من قبل ولا يمكنك الحمل بعد ستة أشهر (أكبر من 35 عامًا) أو سنة واحدة (أقل من 35 عامًا) من المحاولة.
– يحدث الثانوي عندما لا تتمكنين من الحمل مرة أخرى بعد انجاب طفل واحد على الأقل.
ما مدى شيوع تأخر الحمل عند النساء؟
تتأخر على الأقل 10% من النساء عن الحمل، وتزداد النسب مع التقدم في السن.
ماهي أسباب تأخر الانجاب عند النساء؟
هناك العديد من الأسباب المحتملة لتأخر الانجاب. ومع ذلك، قد يكون من الصعب تحديد السبب الدقيق، ويعاني بعض الأزواج من التأخر مجهول السبب. بعض الأسباب المحتملة يمكن أن تشمل:
- مشاكل في الرحم: ويشمل ذلك اللحميات أو الأورام الليفية أو الالتصاقات (التندب) داخل تجويف الرحم. يمكن أن تتشكل الأورام الحميدة والأورام الليفية واللحميات من تلقاء نفسها في أي وقت. يمكن أن تتشكل الالتصاقات بعد إجراء عملية جراحية مثل التوسيع والكشط. كما قد يتكون خلل خلقي للرحم بوجود حواجز أو رحم ذو القرنين وغيرها.
- مشاكل في قناة فالوب: السبب الأكثر شيوعًا لتأخر الانجاب “العامل الأنبوبي”. حيث ان الانابيب القناة الناقلة للبويضة ومركز التقاء الحيوانات معها وتخصيبها، قد تصاب بالانسدادات لعدة أسباب، منها، التهاب الحوض والتهاب بطانة الرحم والحمل خارج الرحم والأورام الليفية الرحمية. الالتهابات غير المعالجة من الأسباب الشائعة لانسداد الانابيب.
- مشاكل في التبويض: هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى عدم حدوث عملية التبويض (إطلاق البويضة) بانتظام. الاختلالات الهرمونية، واضطراب الأكل، وأمراض الغدة الدرقية، والإجهاد الشديد وأورام الغدة النخامية كلها أمثلة على الأشياء التي يمكن أن تؤثر على الإباضة.
- مشاكل في عدد البويضات وجودتها: تولدين بكل البويضات التي ستحصلين عليها على الإطلاق، ويمكن أن ينفد هذا المخزون مبكرًا، قبل السن الطبيعي لانقطاع الطمث (حوالي 51 عامًا). بالإضافة إلى ذلك، قد تحتوي بعض البويضات على عدد خاطئ من الكروموسومات ولن تكون قادرة على التخصيب والنمو إلى جنين سليم.
- متلازمة تكيس المبايض (PCOS): هي عبارة عن خلل هرموني يصيب النساء وبالتالي يؤثر على الدورة الشهرية والخصوبة، بالإضافة لتأثيره على القلب والأوعية الدموية وعلى المظهر الخارجي لجسم المرأة.
- بطانة الرحم المهاجرة: حالة الانتباذ البطاني الرحمي، أي نمو النسيج البطاني الرحمي والغدد في أماكن غير حدود الرحم. هذه الحالة يمكن أن تؤثر ذلك على خصوبة المرأة عبر تغير شكل قناة فالوب ونمو المبيضين ما يؤدي إلى ظهور ورم بطاني رحمي وبدوره يؤثر على نمو الحويصلات.
- انخفاض مخزون المبيض: يتوقف المبيضين عن إنتاج البويضات والأستروجين قبل سن الـ 40، وتسمى بـ “فشل المبيض المبكر”.
ما هي العوامل التي تزيد من خطر تأخر الانجاب؟
يمكن أن تساهم الظروف الصحية العامة والسمات الجينية (الموروثة) وخيارات نمط الحياة والعمر في الإصابة بتأخر الانجاب. يمكن أن تشمل العوامل المحددة ما يلي:
- العمر. بشكل عام، تبدأ الخصوبة في الانخفاض في الثلاثينيات من العمر.
- مشاكل الهرمونات التي تمنع الإباضة.
- الدورة الشهرية غير المنتظمة.
- الوزن، ارتفاع او انخفاض كتلة الجسم عن الطبيعي
- الإفراط في ممارسة الرياضة أو ممارسة التمارين الرياضية المكثفة.
- بطانة الرحم.
- مشاكل هيكلية (مشاكل جسدية في قناتي فالوب أو الرحم أو المبيضين).
- الأورام الليفية الرحمية.
- كيسات المبيض.
- الأورام.
- اضطرابات المناعة الذاتية (الذئبة، التهاب المفاصل الروماتويدي، مرض هاشيموتو).
- تأخر الانجاب المناعي.
- العدوى المنقولة جنسيًا (STIs) التي تسبب مرض التهاب الحوض.
- متلازمة تكيس المبايض (PCOS)
- قصور المبيض الأولي.
- الإفراط في استخدام بعض الادوية.
- التدخين.
- الحمل خارج الرحم في الماضي.
كيف يؤثر العمر على فرص الحمل عند النساء؟
فرصتك في الحمل تتناقص مع التقدم في السن. تظهر الأبحاث أن العمر أصبح عاملاً أكثر شيوعًا في تأخر الانجاب وذلك لتأخر سن الزواج والانجاب عالميا حيث أن العديد من الأزواج ينتظرون إنجاب الأطفال حتى الثلاثينيات أو الأربعينيات من العمر. يكون الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 35 عامًا أكثر عرضة لخطر الإصابة بمشاكل الخصوبة. أسباب ذلك تشمل:
- انخفاض العدد الإجمالي للبويضات
- تحتوي المزيد من البويضات على عدد غير طبيعي من الكروموسومات.
- زيادة خطر الإصابة بحالات صحية أخرى. كلما تقدم الإنسان في السن، زادت فرصته في الإصابة بحالة صحية ما.
المعلومات المبدئية المطلوبة عند زيارة الطبيب لأول مرة
سيحتاج طبيبك إلى معرفة تاريخك الطبي الكامل، بالإضافة إلى معلومات حول:
- فترات الحيض (بدايتها و نهايتها, مدة استمرارها، كمية النزيف، وما إلى ذلك).
- أي حالات حمل سابقة، بما في ذلك حالات الإجهاض.
- آلام الحوض.
- نزيف مهبلي أو إفرازات غير عادية.
- العمليات الجراحية السابقة في البطن أو الحوض.
- التهابات الرحم أو المهبل السابقة، بما في ذلك الأمراض المنقولة جنسيا
ما هي الفحوصات المتوقعة لتشخيص أسباب تأخر الانجاب عند النساء؟
تتم معظم التحاليل في العيادة. قد تشمل تحاليل خصوبة السيدات على ما يلي:
- تحاليل الدم: يعتمد نوع اختبار الدم على تاريخك الصحي. منها وظائف الغدة الدرقية، تحاليل للتحقق من مستويات الهرمونات المشاركة في الإباضة والحيض، واختبارات احتياطي المبيض (لسيت ضرورية بالمطلق).
- تصوير الرحم والانابيب بالأشعة السينية(الصبغة): يقوم طبيبك بحقن صبغة التباين من خلال عنق الرحم وفي تجويف الرحم ثم يراقب كيف تتحرك الصبغة عبر قناة فالوب باستخدام الأشعة السينية. يتحقق هذا الاختبار من الانسدادات فالأنابيب.
- تنظير البطن والرحم: في هذا الاختبار، يقوم مقدم الخدمة بإدخال أداة مراقبة صغيرة تسمى منظار(جهاز رفيع مزود بكاميرا) عبر المهبل أو البطن في لفحص الرحم والتأكد من خلوه من العوائق للحمل.
- الموجات فوق الصوتية (سونار): للتأكد من المبايض والحوصيلات و غيرها من سلامة الرحم المبدئية.
- مخطط الرحم بالموجات الصوتية(SIS)المائية: للتأكد من بطانة الرحم لتقييم وجود الأورام الحميدة أو الأورام الليفية أو التشوهات الهيكلية الأخرى. يقوم مزود الخدمة بملء الرحم بمحلول ملحي، مما يسمح له بالحصول على رؤية أفضل لتجويف الرحم أثناء التصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل. يمكن أيضًا استخدام SIS أحيانًا لاختبار ما إذا كانت قناتي فالوب مفتوحة.
كيف يتم علاج تأخر الانجاب عند النساء؟
بمجرد أن يقوم طبيبك بتشخيص تأخرالإنجاب وتحديد السبب، فسوف يقترح خيارات العلاج الممكنة. تعتمد خيارات العلاج على السبب. بعض العلاجات هي:
- الجراحة: عندما تكون مشكلة هيكلية أو انسداد أو تندب أو التصاقات هي سبب تأخر الانجاب، فقد يتمكن طبيبك من علاجها بالجراحة.
- أدوية الخصوبة: تناول أدوية الخصوبة يمكن أن يساعد في علاج الاختلالات الهرمونية أو اضطرابات الإباضة. يمكن لبعض الأدوية الهرمونية أيضًا تحفيز الإباضة ومساعدتك على إطلاق البويضة.
- المضادات الحيوية: يمكن أن تساعد المضادات الحيوية في إزالة العدوى من أعضائك التناسلية.
- تقنيات حديثة: يمكن التحسين من جودة البويضات من خلال بلازما المبايض وتحسين البطانة من خلال بلازما الرحم.
سيحتاج بعض الأشخاص إلى علاجات خاصة مثل التلقيح الصناعي أو تقنيات الإنجاب المساعدة مثل الانابيب أو الحقن المجهري. قد يكون احتضان الايتام أيضًا خيارًا للأشخاص الذين يعانون من تأخر الانجاب والذين يرغبون في تكوين أسرة.
مضاعفات العلاج
تتضمن مضاعفات علاج الخصوبة بشكل رئيسي على بعض مضاعفات استخدام الأدوية لتحفيز الإباضة. تشمل هذه المضاعفات ما يلي:
- زيادة احتمالية الحمل بتوائم متعددة (توأم، ثلاثة توائم، إلخ).
- متلازمة فرط تحفيز المبيض (OHSS). حالة تسبب ألمًا وتورمًا في المبايض نتيجة تناول أدوية الخصوبة.
هل يمكن الوقاية من تأخر الحمل عند النساء؟
لا يمكنك التنبؤ بمعظم أسباب التأخر عند النساء أو منعها. ومع ذلك، قد تكون قادرًا على التحكم في بعض عوامل الخطر التي تساهم فيها من خلال تعديلات نمط الحياة مثل:
- الاقلاع عن التدخين.
- الحفاظ على وزن صحي بالنسبة لك.
- تطوير روتين تمرين جيد.
- تناول نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات.
- محاولة النوم سبع ساعات على الأقل في الليلة.
- شرب كمية كافية من الماء.