فحص الاجنة، أو الاختبار الجيني لاختلال الصبغية الوراثية قبل الانغراس هو فحص يمكن إجراؤه على الأجنة لمعرفة ما إذا كانت الأجنة سليمة من ناحية الكروموسومات. بحيث يكون لديها العدد الصحيح من الكروموسومات وان كانت هذه الكروموسومات سليمة.
تتضمن فحص الاجنة أخذ خزعة صغيرة من الكيسة الأريمية وتجميد الجنين وإرسال الخزعة إلى المختبر لفحص الحمض النووي الخاص به. وبمجرد ظهور النتائج، يتم إذابة الجنين وارجاعه إلى الرحم.
عادةً ما يتم اتخاذ قرار إجراء فحص الاجنة PGT ، قبل بدء دورة الحقن المجهري، ولكن في بعض الأحيان قد يرغب الأشخاص في إجراء الفحص لأجنة تم تجميدها. يمكن أن يحدث هذا في حالات الفشل المتكرر لأجنة تم تجميدها وسبق ارجاع عدد منها قبل فحصها.
ولكن هل ذوبان الجنين المجمد لإجراء الخزعة ثم إعادة تجميده واحتمال ذوبانه مرة أخرى قد يضر بالجنين بأي شكل من الأشكال؟
باختصار، هذه الإجابة غير معروفة على وجه اليقين، من الممكن تضرر الأجنة من تكرار التجميد ومن الممكن عدم تاثرها.
كيف يتم تجميد الأجنة
في هذه الأيام، يتم تجميد الأجنة باستخدام عملية تسمى التزجيج. التزجيج هو تقنية تجميد سريع تستخدم للأجنة تمنع تكون بلورات الثلج التي يمكن أن تكون حادة ويمكن أن تتلف الجنين.
يتم تجميد الأجنة بسرعة باستخدام النيتروجين السائل شديد البرودة. بمجرد التزجيج، تُخزَّن الأجنة في النيتروجين السائل حتى تصبح جاهزة للإذابة من أجل الارجاع، أو من أجل إجراء عملية الحقن المجهري. أو لعمل فحص الأجنة بعد التجميد.
هل فحص الأجنة المجمدة آمن؟
من الممكن أن يؤدي تعريض الجنين لجولة ثانية من التجميد والإذابة إلى تعريض الجنين للتلف، خاصةً إذا تبع ذلك إجراء جراحي مثل خزعة الجنين.
كان هناك عدد من الدراسات التي تبحث في ما إذا كان ذوبان الأجنة من أجل إجراء عملية فحص الأجنة يؤدي إلى نتائج أسوأ أم لا. دعونا نلقي نظرة على اثنتين منها.
هل يمكن إجراء فحص الأجنة على الأجنة المجمدة؟ إليك ما تقوله الأبحاث
في إحدى الدراسات، ارجع الباحثون 97 جنينًا سليماً تم فحصها بينما كانت الأجنة فريش و117 جنيناً أخذت خزعة منها بعد تجميدها وإذابته وإعادة تجميدها. بعد أخذ الخزعة، تم تجميد كلا الجنينيين. لذلك تم تجميد الجنين الفريش مرة واحدة وتجميد الجنين المجمد مرتين (أو إعادة تجميده).
ووجدوا أن كلا هاتين المجموعتين من الأجنة الفريش كان لها نفس معدلات البقاء عند إذابتها. وهذه أخبار جيدة لأنها تُظهر أن إعادة التجميد لم تتلف الأجنة.
وفيما يتعلق بمعدلات الحمل وانتهاءه بالولادة والإجهاض، لم تكن هناك اختلافات بين المجموعتين. على الرغم من أنه يبدو أن هناك اختلافات في معدل الإجهاض للأجنة التي تم تجميدها مرة واحدة هو ضعف معدل الإجهاض في المجموعة التي تم تجميدها مرتين)، إلا أن أياً من هذه الاختلافات لم تكن ذات دلالة إحصائية. وهذا يعني أن هذه الاختلافات كانت بسبب الصدفة وليس بسبب عملية إعادة التجميد.
وُلد 105 أطفال من هذه الدراسة (45 من المجموعة التي تم تجميدهم مرة واحدة و60 من المجموعة التي تم تجميدهم مرتين)، ولم يجدوا أي اختلافات في نتائج حديثي الولادة، مثل الولادات المبكرة أو انخفاض أوزان المواليد أو العيوب الخلقية.
لم تجد هذه الدراسة فرقاً كبيراً، وهذه أخبار جيدة! الا ان الدراسة محدودة وهناك هناك الكثير من المتغيرات التي يجب أخذها في الاعتبار ولم يتم حسابها، وأحياناً قد تحصل مجموعة بحثية أخرى على نتائج مختلفة.
على سبيل المثال، وجدت دراسة أخرى انخفاضاً في معدلات الحمل السريرية مع الإخصاب المجمد مرتين، ولكن لم تجد فرقاً في معدلات الإجهاض أو معدلات انتهاء الحمل بولادة طفل سليم.
الدراسات الأكبر حجمًا والمصممة جيدًا لها وزن أكبر لأن جودة الأدلة أفضل. ولسوء الحظ، بالنسبة لموضوع فحص الأجنة المجمدة مسبقاً، لا يوجد الكثير من الدراسات عالية الجودة عليها.
يمكننا إلقاء نظرة على دراسة أكثر جودة ولكن بموضوع مختلف قليلاً.
هل تؤدي إعادة تجميد الأجنة، دون فحصها، إلى نتائج أسوأ؟
سنلقي نظرة على ما يسمى ”التحليل التلوي“. وهو نوع من الدراسات التي تجمع بين نتائج دراسات متعددة لمعرفة النتائج الإجمالية. وعادة ما تكون هذه الدراسات أعلى جودة لأنها تتضمن دراسات متعددة.
قامت إحدى الدراسات بتحليل تلوي حول موضوع إعادة تجميد الأجنة. وقد جمعوا نتائج 14 دراسة شملت 4,525 عملية ارجاع (مع أكثر من 1,000 عملية ارجاع باستخدام أجنة أُعيد تجميدها).
شملت هذه الدراسة كلاً من التجميد البطيء (طريقة قديمة للتجميد) والتجميد بالتزجيج. فيما يلي النتائج عندما نظروا فقط في الدراسات التي استخدمت التزجيج (بناءً على 5 دراسات):
- لا يوجد فرق في معدلات استمرار الأجنة قبل الإرجاع.
- لا يوجد فرق في معدلات الحمل السريرية.
- انخفاض احتمالات الولادة الحية بنسبة 40%.
ولسوء الحظ، كان هناك الكثير من التباين بين هذه الدراسات الخمس، حيث شمل بعضها مراحل مختلفة من الجنين (أجنة يوم خامس، أجنة يوم ثالث أو كلامهما معاً)، أو حتى أجنة يوم سادس أو سابع. يمكن أن يؤثر كل ذلك على النتائج. علاوة على ذلك، لم تجد دراستان من الدراسات الخمس أي اختلاف في نتائج إرجاع الاجنة المعاد تجميدها والأجنة المجمدة مرة واحدة.
الخلاصة
كل ما يمكن قوله هو أن استخلاص الاستنتاجات بناءً على هذا التحليل التلوي ليس بالأمر السهل أيضًا! ذلك لأنه يستخدم دراسات منخفضة الجودة. لذلك مرة أخرى، هناك حاجة إلى دراسات أكبر وأفضل لمعرفة تأثير إعادة التجميد على النتائج.
وعلاوة على ذلك، تضمن هذا التحليل التلوي نقل الأجنة التي تم إعادة تجميدها ولم يتضمن أي منها فحص الأجنة. لذا، قد لا تنطبق البيانات المستقاة من هذه الدراسات على سؤالنا الأساسي الخاص بإذابة الأجنة المجمدة من أجل فحصها.
الخزعة نفسها هي عملية مرهقة للجنين، ومن المحتمل أن خزعة الجنين مع دورات التجميد/الإذابة المتعددة قد تزيد من إجهاد الجنين وتقلل من النتائج. ولكن بدون بيانات ذات جودة جيدة، من الصعب التأكد من ذلك.
وكما هو الحال دائماً، من الأفضل استشارة طبيبكِ، وكذلك استشاري علم الوراثة، حتى يتمكنوا من مراجعة البيانات المتاحة بالتفصيل لاتخاذ القرار المناسب.
المصادر: