This website is operated by volunteers who are not medical professionals.

x

Infertiva

الخلايا القاتلة الطبيعية الرحمية

بالرغم من أن الخلايا القاتلة الطبيعية الرحمية تتواجد بشكل طبيعي في الرحم الا أنها لا تتلامس أبدا مع الجنين ولا تهاجم الجنين حيث أن المشيمة تحمي الجنين بعملها كحاجز بين الخلايا المناعية للمريضة والجنين. كما أن هذه الخلايا القاتلة الطبيعية مسؤولة عن القضاء على الخلايا غير الطبيعية أو المصابة، بالإضافة إلى استعادة أنسجة الرحم لتسهيل عملية الانغراس. في الواقع، أصبح من الواضح الآن أن هذه الخلايا القاتلة، بالرغم من اسمها، لها دور فعال ومفيد في تطور الحمل.

 

هل الخلايا القاتلة الطبيعية الرحمية خطرة؟

عندما يحدث اجهاض مجهول السبب، يتم القاء أصابع الاتهام على نوع معين من الخلايا المناعية، وهي الخلايا القاتلة الطبيعية الرحمية (uNK)، كسبب جذري للإجهاض. لقد سميت الخلايا القاتلة الطبيعية الرحمية بهذا الاسم لأنها مرتبطة بالخلايا القاتلة الطبيعية المنتشرة في دمائنا. ان الخلايا القاتلة في الدم مهمة وضرورية لاستجابتنا المناعية الفطرية. فهي المسؤولة عن حماية أجسامنا من أي هجوم خارجي في مراحله المبكرة من الالتهابات الفيروسية حيث أن مهمتها هي قتل الخلايا المصابة للحفاظ على سلامة الجسم بالإضافة إلى وظيفتها الدفاعية، تشارك الخلايا القاتلة الطبيعية أيضاً في تنظيم الاستجابة المناعية من خلال إفراز مواد تُعرف باسم السيتوكينات.

 

 

ولمنع هذه الخلايا القاتلة من تدمير أي خلايا سليمة في الجسم نفسه، توجد آليات تحكم صارمة للغاية. تعبّر الخلايا القاتلة الطبيعية عن مستقبلات مثبطة تتعرف على جزيئات الفئة الأولى من مركب التوافق النسيجي الرئيسي (MHC الفئة الأولى) الموجودة على جميع خلايا الجسم نفسه وبالتالي لن تهاجمها. تُعرف هذه المستقبلات المثبطة للخلايا القاتلة الطبيعية أيضًا باسم KIR .

باختصار، يعمل تفاعل KIR مع الفئة الأولى من الغلوبولين المناعي القاتل للخلايا السليمة كنظام تحكم يمنع تدمير خلايا وأنسجة جسم الإنسان نفسه.

 

هل ارتفاع تحليل الخلايا القاتلة الطبيعية الرحمية دليل على انها سبب في الإجهاض؟

يكون عدد الخلايا القاتلة الطبيعية الرحمية منخفضًا في بداية الدورة الشهرية ويزداد العدد بعد الإباضة ثم يصل الى ذروته في بداية الحمل. تشكل الخلايا القاتلة الطبيعية الرحمية نحو 70% من الخلايا اللمفاوية للأم في أثناء الحمل، وتحتل كلا من الغشاء القاعدي لبطانة الرحم في موقع الانغراس والتجمع اللمفاوي في الغطاء العضلي للرحم الذي يحيط بالأوعية الدموية التي تغذي المشيمة. تبلغ هذه النسبة ذروتها في بداية الحمل ولكنها تنخفض عند الولادة. لذلك من الطبيعي وجودها بنسبة مرتفعة في الدم والغشاء بعد الإجهاض مباشرة ولا يمكن معرفة ان كانت مسببه للاجهاض ائا تم تحليلها بعده.

 

فشل آلية التحمل المناعي

يعتبر الحمل حالة خاصة في جسم المرأة، لأن الجنين من حيث المبدأ هو ”جسم غريب“  يمكن للجهاز المناعي أن يهاجمه ويدمره. لحسن الحظ، يطور جسم الأم آلية تحمل في جهازها المناعي حتى لا يهاجم الجنين الذي ينمو داخل رحمها.

على الرغم من كل ما سبق، يمكن أن يفشل الجهاز المناعي وآلياته التنظيمية ويؤدي إلى استجابات غير متوقعة. قد تُظهر الخلايا القاتلة الطبيعية الرحمية استجابة مبالغ فيها وغير منضبطة تؤدي إلى مهاجمة الجنين من خلال التعرف عليه كغريب. يُعرف هذا النوع من العقم باسم العقم المناعي؛ لأنه نتيجة رفض جسم الأم نفسها للجنين.

 

الارتباط بين الخلايا القاتلة الطبيعية الرحمية وفشل الانغراس المتكرر والاجهاض المتكرر

يميل الأشخاص الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة الحمراء والتهاب الأوردة الدموية والتهاب المفاصل الروماتويدي إلى وجود مستويات عالية من الأجسام المضادة للأجسام المضادة للنواة التي يمكن أن تؤدي إلى التهاب الرحم والمشيمة وفشل الغرس والإجهاض المتكرر.

 

الا انه حتى الان، لا توجد معلومات كافية عن الارتباط بين التراكم المفرط للخلايا القاتلة الطبيعية الرحمية في بعض حالات تأخر الانجاب وفشل الانغراس والاجهاض. بعض الدراسات تتكهن بأن بيئة بطانة الرحم غير المنظمة بشكل عام يمكن أن تكون السبب الأساسي لارتفاعها. أجرت الغالبية العظمى من الدراسات العديدة لكشف الارتباط بين الخلايا القاتلة الطبيعية الرحمية وفشل الانغراس المتكرر والاجهاض المتكرر خزعات من بطانة الرحم من ثلاث مجموعات من النساء، المجموعة الأولى تسمى المجموعة الضابطة (نساء سليمات ولا يعانين من تأخر الانجاب)، المجموعة الثانية نساء يعانين من تأخر الانجاب مع فشل انغراس متكرر بعد الحقن المجهري، المجموعة الثالثة نساء يعانين من الإجهاض المتكرر. وكانت النتائج كالتالي:

 

  • الخلايا القاتلة الطبيعية الرحمية وفشل الانغراس المتكرر

تشير البيانات المقدمة من الدراسات في هذا المجال إلى وجود نسبة أعلى من احد انواع الخلايا القاتلة الطبيعية CD56bright لدى المريضات اللاتي يعانون من فشل الانغراس المتكرر. على سبيل المثال، في دراسة سريرية لـ 35 سيدة تعرضوا لفشل انغراس متكرر بعد الحقن المجهري مع مقارنتهن بـ 12 سيدة من المجموعة الضابطة وجد ان 46% منهن لديهن عدد أكبر من CD56bright بينما 37% منهن لديهن عدد متوسط الارتفاع و17% منهن لم يظهر لديهن أي تغيير فيه. كما أنه في دراسة تجريبة لـ 37 سيدة تعرضوا لفشل انغراس متكرر بعد الحقن المجهري مع مقارنتهن بـ 8 سيدة من المجموعة الضابطة وجد ان 38% منهن فقط لديهن عدد أكبر من CD56bright. وفي دراسة تجريبية أخرى لـ 10 سيدات تعرضن لفشل انغراس متكرر بعد الحقن المجهري وجد أن نسبة CD56bright لم تختلف عن النساء الطبيعيات.

 

يجدر الإشارة الى أن جميع هذه الدراسات لا يمكن الأخذ بنتائجها بشكل مطلق وذلك لعدة أسباب، منها العدد المحدود المشارك في الدراسات مع عدم الاخذ بالاعتبار التنوع البيولوجي بين المشاركات في الدراسة.

 

  • الخلايا القاتلة الطبيعية الرحمية والاجهاض المتكرر

تشير النظرية في الدراسات الداعمة أن السيدات اللاتي يعانين من الإجهاض المتكرر ترتفع لديهم CD56dim وتنخفض لديهن CD56bright، يرتبط ارتفاع CD56bright في افراز السيتوكينات وهي من عوامل تحفيز الخلايا المحببة وتعتبر هذه الخلايا ضرورية لنمو المشيمة. لذلك، حسب احدى الدراسات، قد يكون سبب الإجهاض هو عدم وجود عدد كاف من السيتوكينات لدعم نمو المشيمة. وقد يكون السبب كذلك حسب دراسة اخرى، مساعدة الخلايا القاتلة الطبيعية الرحمية الأجنة غير السليمة على الانغراس مما يؤدي الى اجهاضها. فالمقابل، تم نشر العديد من الدراسات التي تشير إلى عدم وجود علاقة بين عدد الخلايا القاتلة الطبيعية الرحمية والاجهاض المتكرر وتزعم ان تحليل الخلايا قبل الحمل لا يمكنه من التنبؤ بنتيجة إتمام الحمل من اجهاضه. على سبيل المثال، أجريت دراسة استعادية (أي باثر رجعي) على 87 سيدة تعرضن للإجهاض المتكرر مع مقارنتهن بـ 10 سيدات من المجموعة الضابطة، وجد ان CD56bright مرتفع بمتوسط نسبة 11%. 51 سيدة منهن حملن بعد أخذ الخزعة، فقط 19 منهن أجهضن و 32 منهن انجبن.

 

 

الخلايا القاتلة الطبيعية الرحمية وارتباطها بالسمنة

قامت الدراسات على تطبيق تقنية الكيمياء الخلوية المناعية على جميع الخزعات، وهي تقنية تستخدم لتقييم وجود بروتين أو مستضد معين في الخلايا. كما تم التحقق في عوامل أخرى مثل السمنة – وهي نتيجة شائعة في فشل الانغراس المتكرر والاجهاض المتكرر- وذلك من أجل فحص تأثيرها على بيولوجيا الخلايا القاتلة الرحمية. وقد اثبت أن السمنة المفرطة تؤثر بشكل ضار على الانجاب. حيث أنها تحدث تغيرات مناعية مثل تسريب الخلايا المناعية وتسبب توسع في الانسجة الدهنية، كما أنها قد تغير من الشكل الجيني للسيتوكين للخلايا القاتلة كما حدث في التجارب على الحيوانات المختبرية. في حين أن إفراز السيتوكينات المرتبطة بعلاج الالتهابات يؤثر على البيئة المكروية الرحمية. وقد أفيد كذلك أن اتباع نظام غذائي عالي الدهون يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مضاد الفيروسات المناعي في الرحم. لذلك، استنتج أن السمنة قد تعيق الأوعية الدموية عن طريق الحد من قدرة خلايا الخلايا الطبيعية القاتلة على تعديل إعادة تشكيل الشرايين، وبالتالي فإن ارتفاع الدهون من المسببات لفشل الانغراس المتكرر والاجهاض المتكرر.

 

كيف يمكن تحليل الخلايا القاتلة الطبيعية الرحمية؟

يتضمن اختبار نشاط الخلايا القاتلة الطبيعية الرحمية تحليل بسيط لقياس عددها ومستويات تنشيطها. يمكن إجراء تحليل الدم في أي مرحلة من مراحل الدورة الشهرية للمرأة كبديل عن خزعة بطانة الرحم التقليدية أو بالتزامن معها.

كما يمكن أخذ خزعة من بطانة الرحم عن طريق قسطرة بلاستيكية ناعمة تُستخدم لأخذ قطعة صغيرة من بطانة الرحم بلطف، إما أثناء استيقاظ المريضة أو تحت التخدير العام، كجزء من تنظير الرحم. ثم يتم إرسال الخزعة إلى المختبر لفحصها. يجب إجراء الخزعة في المرحلة الأصفرية من الشهر (حوالي اليوم 21 في دورة مدتها 28 يوماً).

 

ما هي القيم المرجعية للخلايا القاتلة الطبيعية الرحمية؟

تشير النسبة المئوية للخلايا القاتلة الطبيعية التي تزيد عن 24% في الدم المحيطي CD56dim إلى ارتفاع خطر فشل الغرس أو الإجهاض. بالإضافة إلى ذلك، إذا كان عمر المرأة أكبر من 35 عامًا، تنخفض هذه القيمة المرجعية إلى 18%.

بينما تمثل  الخلايا القاتلة الطبيعية الرحمية CD56bright    20% من الخلايا اللمفاوية في بطانة الرحم التكاثري ، وتزيد إلى 50% في المرحلة الأصفرية (عند الاباضة) وتصل إلى 70-80% في بطانة الرحم في بداية الحمل.

 

خيارات العلاج المناعي

حتى الآن، لا يوجد علاج فعال بنسبة 100% لعلاج هذا الاضطراب المناعي. ومع ذلك، هناك بعض العلاجات أو الأدوية التي تهدف إلى الحد من هذه الاستجابة غير الطبيعية للجهاز المناعي دون التأثير على صحة المرأة أو نمو الجنين:

 

 

هناك العديد من البروتوكولات العلاجية المقترحة لفشل الانغراس المتكرر والاجهاض المتكرر المرتبط بالخلايا القاتلة الطبيعية الرحمية، الا انها لا تنطبق بشكل مطلق على الجميع كما ان هناك مخاوف حول كفاءتها. حيث أن هناك عوامل أساسية مختلفة لفشل الانغراس المتكرر والاجهاض المتكرر مما يصعب دراسة الأمر بدقة وبالتالي جميع العلاجات المناعية المقترحة لم يتم تجربتها في دراسات شاملة سريرياً وتعتبر علاجات تجريبية.

 

في الختام

هناك نتائج متضاربة واستنتاجات متناقضة بين الدراسات العلمية فيما يتعلق بدور الخلايا القاتلة الطبيعية الرحمية وفشل الانغراس المتكرر والاجهاض المتكرر. سبب هذه التناقضات هي عدم تجانس المرضى الذين تمت معاينتهم تمت دراستهم، إلى جانب عدم وجود بروتوكولات منهجية موحدة لتقييم كل من النطاق الطبيعي لعدد الخلايا القاتلة الطبيعية الرحمية ووظيفتها. ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال انه لا يمكن التأكيد على أنها عامل غير مؤثر في الاجهاض المتكرر وفشل الانغراس المتكرر.

 

 

المصادر

قمنا بتضمين روابط الدراسات في المقال بحسب الإشارة اليها لتسهيل ربطها والوصول اليها.

Alecsandru D, García-Velasco JA. Why natural killer cells are not enough: a further understanding of killer immunoglobulin-like receptor and human leukocyte antigen. Fertil Steril. 2017 Jun;107(6):1273-1278

Chen X, Mariee N, Jiang L, Liu Y, Wang CC, Li TC, Laird S. Measurement of uterine natural killer cell percentage in the periimplantation endometrium from fertile women and women with recurrent reproductive failure: establishment of a reference range. Am J Obstet Gynecol. 2017 Dec;217(6):680.e1-680.e6 

Hanssens S, Salzet M, Vinatier D. Aspectos inmunológicos de la gestación. EMC – Ginecología-Obstetricia, 2013; 49(2):1-21 

Koo HS, Kwak-Kim J, Yi HJ, Ahn HK, Park CW, Cha SH, Kang IS, Yang KM. Resistance of uterine radial artery blood flow was correlated with peripheral blood NK cell fraction and improved with low molecular weight heparin therapy in women with unexplained recurrent pregnancy loss. Am J Reprod Immunol. 2015 Feb;73(2):175-84 

Seshadri S, Sunkara SK. Natural killer cells in female infertility and recurrent miscarriage: a systematic review and meta-analysis. Hum Reprod Update. 2014 May-Jun;20(3):429-38 

للمشاركة :

اترك تعليقاً